الحمد لله مادام الوجود له حمداً يبلغنا منه الرضا أبدا ، ثم الصلاة علي المبعوث سيدنا ، وآله الكرماء وصحبة الزُبدا
أجلس أنا أعلمك علم سعيد
هذه المقولة الشهيرة هي مقولة درّة بنت سعيد بن المسيب
أمام التابعين رحمه الله
يقال أنها من أجمل النساء أن ذاك حتي أن الأمير الأموي أرادها لأبنه فرفض سعيد بن المسيب طلب الأمير ، وعندما سُئل عن سبب الرفض
قال
كلمات تكتب بماء الذهب
قال كيف بي إذا جئت يوم القيامة أمثال الجبال من ذنوب العباد
وزوجها لطالب علم لدية وهو
عبد الله بن وداعة تفقده في مجلسة فعلم أن زوجته قد ماتت وهو القائم علي تربية أولاده ولشدة فقره لا يستطيع أن يتزوج مرة أخري ، فعرض عليه سعيد بن المسيب رحمه الله الزواج من أبنته فكاد الرجل لا يصدق هذا العرض وذهب لبيته ، فإذا بالباب يطرق ويفتح الباب فإذا بسعيد أبن المسيب واقف فتحرك قليلاً وإذا بشئ كافلقة القمر خلفه إنها أبنته
فقال سعيد رحمه الله
ابنتي هذا زوجك ، ودفعها إلى داخل الحجرة وانصرف..!
بعد أن دعا لهما بالتوفيق والفلاح
وفي الصباح نهض عبد الله بن وداعة فقالت إلي أين ذاهب
قال لمجلس أبيك سعيد بن المسيب أتعلم العلم
قالت أجلس أنا أعلمك علم سعيد ........!
فمكث شهراً لا يخرج من البيت يتعلم منها ...........!!!
هنا تنتهي القصة
حقيقتاً توقفتني بعض الفوائد في هذا القصة الرائعة
أولها ورع وتقوي سعيد ابن المسيب حيث رفض زواج أبنته من أبن الأمير الأموي وزوجها لطالب علم فقير لديه .....!
من يصنع هذا الأمر في تلك الإيام التي نخوضها
أن الشاهد في حال الشباب الذي يريد الزواج هذه الإيام يري عجب العجاب
من يقول أبنتي طبيبة لن تتزوج إلا طبيب مثلها ، وأن جائها شخص ملتزم صاحب خلق ودين وكان ذا مؤهل علمي متوسط قاموا برفضه بحجة عدم
توافق الطبقة التعليمية بينهم ..........!
غالب أولياء الأمور من الاباء يريد زواج أبنته من رجل ذو نسب مشهور وعائله ذات مركز مرموق وسط المجتمع الذي يعيش فيه دون النظر عن خلقه ودينه ، وعندما تتحدث معه هل علمت خلقه يقول له
ولد الأصول ما يعيب ...........!
والأمثلة كثيرة لا حصر لها
الفائد الثانية التي أستوقفتني هي اليسر والتبسيط في هذا الأمر أمر الزواج
حيث أن سعيد بن المسيب عالم المدينة أن ذاك وأمام التابعين
وأبنته من أجمل النساء في زمانها ويهتافت عليها الأمراء للظفر بها
يزوجها لطالب علم عنده وفقير وله أبناء يقوم برعايتهم .........!
بدون مقابل ، بل ويأخذها من يدها ويذهب بها إلي بيته ويسلمها لزوجها
داعياً لهم بالتوفيق والصلاح ويسر الحال ..........
إين هذا في هذا الزمن العجيب الذي
أصبح العنوان الرئيسي للزواج هو المغالاة في المهور ، وتشديد الشروط علي المتقدم للزواج
نسمع أرقام فلكية للمهر المتقدم للفتاه ......
تفرش البيوت علي أحدث طراز من الأثاث والمنقولات والزخارف
وإذا قيل لهم أتقوا الله ويسيروا في هذا الأمر قالوا
البنت مو أقل من فلانه وفلانه
أصبح الزواج في أعين الناس عبارة تقليد جاهلي مصحوب بزخارف مزيفة ، ومظاهرة فاتنة كاذبة باهته ليس لها معني
حتي كانت النتيجة انتشار العنوسه ، وقلة الزواج بسبب ارتفاع المهور
والمغالاة والتشديد في هذا الأمر
الفائدة الثالثة الذي أستوقفتني وهي
برّ هذه الفتاه بأبيها والسمع والطاعة لما أمر به
حيث أخذها من بيتها إلي بيت غريب عنها دون أدني مقدمات أو شئ
وقبلت الزواج من رجل فقير يعول أطفال صغار
فلم ترفض ولم تخرج عن طوع أبيها قيد أنملة واحدة
أما في هذه الأيام فنسمع الفتايات الائي يرفعن قضايا في المحاكم الشرعية علي الأباء بحجة عدم أكمال التعليم ، أو أن السن مازال صغير لا يتحمل مسؤلية الزواج ولا أعباء الحياة الزوجية
أو نسمع أن الفتاه تترك البيت وتذهب لبيت أحد الأقارب عند العم أو الخال أو الجد أعتراضاً علي قرار الأب بأخذ قرار الزواج لها ........!
زمان عجيب صدقاً
الفائدة الأخيرة وهي من أعظم الفوائد
عندما نهض الزوج يريد الخروج لتعلم العلم
قالت لها هذه المرآة الصالحة
أجلس أنا أعلمك علم سعيد
فجلس شهراً لا يخرج من البيت يتعلم من علمها
فقد كانت أعلم النساء في زمانها بكتاب الله وسنه نبيه صلي الله عليه وسلم وهي فتاه صغيرة السن .........َ!
أما في هذا الزمن غالب النساء والفتايات إلا من رحم ربي
لا يعلمن من العلم إلا قليل من قليل
بعض النساء لا يعلمن شروط صحة الصحة من بطلانها
تكاد تحفظ قصار السور وهن علي مضض في هذا الأمر .......!
أنشغلن برقعة بيوت الأزياء ومتابعة أخبار الفن واللهو والخروج للفسح والتسكع علي أبواب المحالات
التجارية وقد غصت بهن الأسواق ، عابثات مع البائعين فاتنات للسائرين
أصبحن مسعرة حرب لكل من يشاهدهن .......!
وعندما تتوقف أمرآة منهن وتسئلها عن بعض الأحكام الخاصة بفقه المرأة
كالحيض وفقه الطهارة
تقول ما أدري ..........!
سبحان الله
أن الشاهد لحال الفتاة في هذه الزمن ليحزن حزناً شديد علي شدة الفتن التي وقعت فيها الفتاه من صد عن تعلم العلوم الشرعية وضياع الوقت علي الشات والمسنجر والتفنن في أظهار الزينة والسفور والخروج بدون حاجة
و الاختلاط فحدث ولا حرج ولا يزال القلم ينزف
فهذا غيض من فيض
فهل يوجد في هذا الزمن
أجلس أنا أعلمك علم سعيد ......!
أخوكم
الـــطــــ السعــــــــيد ـــــــــائر [/center]
