--------------------------------------------------------------------------------
ألا تعلمون أن الكعبة تحت رحمة الجيش الأمريكي؟!
الحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم.
وبعد أيها الناس: الأفغان إخوتنا، والحملة عليهم ظالمة، والعدو لئيم حاقد، ونصرتهُم واجبة، والتألم لحالهم شعور الصادقين، ولكن كيف التخلص من الحدود! وتخطي الشرطة والمخابرات والجنود، وكيف يحمل الزاد والعتاد؟ ومتى التدريب على السلاح؟ ماذا تفعل الجيوش؟! وما هي وظيفتها؟! هل هي قمع المظاهرات؟! أم حماية قواعد المعتدين؟! أم قتل المخلصين؟! أم اعتقال المحرضين؟! أم حماية الأنظمة الكافرة الفاسدة؟! أم للاستعراضات؟! أم هي وظيفة كسائر الوظائف؟! لا فرق بين أمير اللواء, ومدير المستشفى، لا فرق بين قائد الكتيبة ومدير الاطفائية.
لا فرق بين رئيس الأركان ورئيس البلدية. تباً لكم ولبزاتكم، أفٍّ لكم ولشاراتكم، تعساً لكم ولرتبكم، وقد خذلتم المسلمين في كلِّ موقع, وعند كل مصيبة. إلاَّ من رحم الله .
روى أبو داوود في سًننهِ عن جَابِرَ بنَ عَبْدِ الله وَ أَبَا طَلْحَةَ بنَ سَهْلٍ الأنْصَارِيّ يَقُولاَنِ قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ امْرِىءٍ يَخْذُلُ امْراً امْراً مُسْلِماً في مَوَاقِعٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلاّ خَذَلَهُ الله في مَوْطِنٍ يُحِبّ فِيهِ نُصْرَتُهُ، وَمَا مِن امْرِىءٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً في مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلاّ نَصَرَهُ الله في مَوْطِنٍ يُحِبّ نُصْرَتَهُ".
أيها الجيوش: رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما استنصره عمرو بن سالم الخزاعي، لم يزد على أن قال: نصرت يا عمرو بن سالم، ولم يُكثر من التصريحات، ولم يكثر من الزيارات, ولم يكثر من الإجتماعات, ولم يقمع الناس، ولم يكمم الأفواه، لأن الناس لم يكونوا بحاجة إلى ذلك. كان قراره ذاتياً وفوريا ونارياً، لم يكن في كُمِّهِ، ولا عند أُمِّه، قرارٌ سريع من جناب منيع، أين الرجال؟ أين الذين يغضبون لدينهم؟ أين الذين ينتصرون لكرامتهم، أين الذين يألمون لما يصيب أمة الإسلام؟! أيتها الجيوش، هذه فرصتكم، فلا تضيعوها، كيف ترضون أن تقتلوا أخوتكم لمجرد إبداء الرأي، والتنفيس عن المشاعر، كيف ترضون أن تقتلوا إخوانكم دفاعاً عن عدوكم الجاثم على أرضكم.
أَوجدتم لحماية دينكم وأرضكم وعرضكم، أم لحماية عدو الله وعدوكم؟!
هل سمعتم في التاريخ أن أمة تحمي عدوَّها بقتل بعضها بعضاً؟!
هل سمعتم في التاريخ أن جيشاً يحمي عدوه الذي يحتل أرضه؟!
هل سمعتم في التاريخ أن جيشا يحمي من يعتدي على مقدساته؟!
ألا تعلمون أن الكعبة تحت رحمة الجيش الأمريكي؟!
ألا تعلمون إن قبر نبيكم تحت مرمى الطيران الأمريكي؟!
ألا تعلمون أن أقصاكم تحت سيادة اليهود؟!
هل تبلدت مشاعركم من أكل اللحم المجفف والفاصوليا المجففة، هل عملكم كي البدلات, وتلميع البصاطير, يمكث احدكم نصف قرن من الزمان, لا يدخل معركة, ويحال على التقاعد, لا يدخل معركة، ولا يقاتل عدوا، ماذا تنتظرون؟ أطيحوا بهؤلاء الحكام الأنذال وقد خذلوكم في كلِّ مرة, وأَثبتوا أنكم أحفاد خالد وشرحبيل والقعقاع, وأثبتوا أنكم رجال قتال, وإلاَّ فادخلوا الخدور مع ربات الحِجال، فالعدو سيضربنا على كل حال.
يا خير أمة أخرجت للناس: رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم غزا في تسع سنين سبعاً وعشرين غزوة، أفلا غزوتم في سبع ٍوعشرينَ سنةً غزوةً واحدة؟!
وأنت أيتها الأمة الكريمة: أنفضي عن جبينك غبار الذل والعار، وكلِّلِيه بالعز والانتصار.
إغضبي أمتي لأطفال العراق, وأرامل قندهار, وحرائر البوسنة والهرسك, وتركستان الشرقية, وأفطاني المنسية, والإيغور المظلومين.
ثوري أمتي على نواطير الاستعمار.
حطمي القيود والأغلال وعودي أمة كريمة عظيمة الفعال.
رُصِّي الصفوف خلف إمام، وردي الكرَّة على أبناء اللئام.
الحملة عليكم طويلة، والكفر قد رماكم عن قوس واحدة. لموتٌ عزيز خير من عيش ذليل، لا اشبع الله من عاش ليأكل, ولا أقرَّ عيش من رضي الدنيِّة.
الدرب واضح، فلا تضلوا, لطالما تُهتم في دروب: الديمقراطية, والاشتراكية, والقومية، والوطنية, والفرقة, والاستقلال الزائف، والإسلام الوسطي، والعلمنة, والحريات. حتى وصلتم إلى الحضيض، يُغار عليكم ولا تُغيرون، وتُغلبون ولا تنتصرون، ويُعتدى عليكم فلا تَردون، وتُنهب خيراتكم فتسكتون، وتروع نساؤكم فلا تَغضبون، ومن يغضب لم يعرف كيف ينتقم، ألا ترون أنكم منزوعو السلاح، فلا طائرات ولا صواريخ، ولا دبابات ولا غواصات، ولا سفن, ولا حاملات. وان وجد بعضُها فهي بحاجة إلى قرار, والقرار بيد الخوَّارين، دعاة الاستسلام والسلام، دعاة التقارب بين الأديان، والحوار بين الحضارات، والحلول عن طريق المفاوضات، لا يحبون العنف إلا في أحضان العاهرات, ولا الكفاح إلا بين أفخاذ المومسات، ولا النضال إلا في جمع الأموال من استحقاقات الأمة، وإيداعها في بنوك الغرب، ولا الجهاد إلاَّ في قمع الأحرار، والأمة حيرى! قد أصابها الدوار، والدرب الوحيد للنجاة هو الجماعة على إمام، إمامة على منهاج النبوة، إمام يحمي البيضة, ويقود في ساحات النزال، يعدل ولا يجور, يرحم ولا يقمع، يَعِفُّ ولا يَرتع، يخشى الله ولا يخشى أمريكا، يحب الموت في سبيل الله كما يحب أوباما المرتد الحياة، شديد على الكفار, رؤوف بالمؤمنين، حريص على الإسلام وأهله.
اللهم عجل به واجمع قلوب الأمة عليه، واجعله هادياً مهدياً، منصورا مرضيا. يأمر بالعدل والإحسان, وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي, يعظكم لعلكم تذكرون .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصاحات
--------------------
