الضفة الغربية – فلسطين الآن - شكلت مدينة نابلس ومنذ ظهور الصحوة الإسلامية بداية عقد ثمانيات القرن الماضي حجر الزاوية في مدن الضفة الغربية، حيث اعتبرت -ولا تزال- معقلا للحركة الإسلامية ورأس الحربة في مقاومة الاحتلال خلال الانتفاضتين الأولى والثانية.
وفي نهاية العام 2005 قطفت حركة حماس ثمار جهدها المتواصل طوال العشرين عاما الماضية من العمل الاجتماعي والخيري والسياسي والعسكري، وذلك من خلال صناديق الاقتراع التي فاضت بالأوراق المصوتة لقائمة التغيير والإصلاح في انتخابات المجلس البلدي لتفوز بأكثر من 70% من مجموع المصوتين وتحصل على 13 من أصل 15 مقعدا من أعضاء المجلس البلدي.
شكل هذا الفور هزة قوية لحركة فتح وصدمة للاحتلال، وهي التي كانت صاحبة الكلمة الفصل في البلدية، حيث يعتبر أكثر من 80% من موظفي البلدية هم من حركة فتح الذي تم توظيفهم بناء على انتمائهم السياسي وبعيدا عن الكفاءة والمهنية، وهو الأمر الذي جعل حركة فتح تفكر ليل نهار في كيفية إعادة الأمور إلى نصابها قفزا عن الخيار الديمقراطي.
اعتقال وحرق وخطف ..ممارسات فتح وأجهزتها الأمنية
تعرضت بلدية نابلس للعديد من حوادث إطلاق النار من قبلي منفلتي حركة فتح وذلك خلال فترة ما قبل الحسم العسكري، كما تعرض العديد من أعضاء بلدية نابلس للخطف على أيدي عصابات فتح كحال المهندس "مهدي الحنبلي" الذي تم اختطافه لعدة أيام والتوجه به الى قرية "كفر قليل"، و كذلك الحال مع الشيخ "فياض الأغبر" الذي تم اختطافه على يد المدعو "أبو جبل الساحلي" من أمام احد البنوك وسط المدينة، كما تعرضت سيارة الدكتورة "ماجدة فضة" للحرق على يد مسلحين من فتح قبل عامين، وتعرضت السيدة "خلود المصري" لتهديدات بالقتل على يد مسلحين من فتح ..
وبعد هذه الموجة من عربدات عناصر حركة فتح، جاء دور أجهزتها الأمنية لتواصل حملتها المسعورة ضد أعضاء المجلس البلدي، فاعتقلت نائب رئيس البلدية المهندس "مهدي الحنبلي" بعد يوم واحد من إطلاق سراحه من سجون الاحتلال التي أمضى فيها عامين في الاعتقال الإداري، كما اعتقلت عضو المجلس المهندس "عنان غزال" وأخيرا عضو المجلس "غسان الجوهري"، كما لازالت تلك الأجهزة تواصل اعتقال عضوها الشيخ "فياض الأغبر" منذ ما يقارب 8 شهور.
وتعاني بلدية نابلس من حملة اعتقالات وملاحقات طالت العديد من موظفيها الذين أصبح غيابهم رهن الاعتقال سواء في سجون السلطة الفلسطينية أو الاحتلال أمرا واقعا، ودائما في الوقت الذي يبذلون فيه أكبر جهد ممكن لخدمة المواطنين وأهل المدينة من خلال خدمات البلدية وفعالياتها المختلفة.
كما تعرض عدد كبير من الموظفين في البلدية وأغلبهم من الذين انتسبوا لها وعملوا فيها قبل فوز حماس بالانتخابات البلدية للخطف والاعتقال والتهديد والتعذيب في سجون الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، ولا نكاد نجد أحدا من أعضاء المجلس البلدي في نابلس لم يتعرض للأذى، إن لم يكن من قبل الاحتلال فمن جانب أجهزة أمن السلطة، التي اعتقلت في وقت سابق القائم بأعمال رئيس البلدية المهندس "حافظ شاهين" وأبنائه، والشيخ "حسام القتلوني" ، والمهندس "مازن الشريف"، كما اعتقل "عمار المصري" رجل الأعمال وزوج عضو المجلس "خلود المصري"، كما اعتقلت تلك الأجهزة "كمال شاهين" سكرتير رئيس البلدية.
الجنود الإسرائيليون في بلدية نابلس
هذا وتعرض أغلبية أعضاء المجلس البلدي للاعتقال في سجون الاحتلال، حيث اعتقل رئيس البلدية المهندس "عدلي يعيش" لمدة (17شهرا) ونائبه المهندس "مهدي الحنبلي" وأعضاء المجلس المهندس "عنان غزال" الذي اعتقل لمدة (10شهور) والأستاذ "حسام قتلوني" والسيدة "خلود المصري"، كما ولا يزال المهندس "عبد الجبار دويكات" والسيدة "ماجدة فضة" رهن الاعتقال في السجون الصهيونية.
وتعرض مبنى البلدية لهجوم من قبل جيش الاحتلال قبل أكثر من عام ونصف العام، حيث اقتحمها الجنود ليلا وكسروا وخربوا الكثير من محتوياتها وصادروا أجهزة الحاسوب والوثائق التي كانت بداخلها.
ويرى العديد من المراقبين إن هذا الاستهداف الواضح والمتزامن لبلدية نابلس من قبل الاحتلال والأجهزة الأمنية تؤكد على أن هذه الحملة تأتي في إطار إجهاض التجربة الديمقراطية الفلسطينية والضغط على حركة حماس لتقديم تنازلات سياسية.
حسبنا الله نعم الوكيل على كل ظالم طاغي في الارض
