شمعة ٌ نورها حجارة
مدينة هبت عليها رياح الحزن منذ أعوام، ولكن الرياح اصطحبت معها حجارة وغبار الألم والدم منذ شهور، لتطفئ ما بقي من نور السراج ، ويبقى الحل نور القمر في وسط ظلمة الليل والعدوان ، مدينة يهواها قلبي ويعشقها الوجدان .
مدينة ترعرع أهلها على مشاهد الدم والعنف والإرهاب ، فأنجبت أبطالا يرأسهم ياسين والقسام ،مدينة راسخة كالجبل مهما هبت ريح لهدمه فهو صامد وراسخ للنهاية ، لأنه يعلم أن هناك رب عادل سينتهي الأمر بحكمه .
مدينة ستزين التاريخ ببطولاتها ويرتقي بأمجاد أبطالها ليسمو هذا التاريخ تاريخ العزة والنصر ، فهو شرف بذكر غزة ، مدينة القوة ، أهلها أهل العزة ، شعارها لابد من النصرة ، حتى لو بعد سنوات عدة ، فالإيمان بالله ورسوله أقوى سلاح وعدة .
غزة أخاطبك بكلماتي ، أدعو لك بصلاتي ، اصمدي واثبتي ، فأنت رمز الصمود و القوة ، لقد شرفت أرضك بدماء الشهداء ، الذين حملوا شعار الفداء ولبوا النداء ، فلست مصابة وبحاجة للشفاء ، وإنما ابشري يا غزة ، أنت في امتحان لا يمتحنه إلا الأقوياء ، فلا تيأسي ولا تحزني ما دام أهلك أتباع محمد .
غزة الحبيبة، حاصروا أهلك ظنا منهم أن الحصار سيدمرك، أنهم لا يعلمون من نحن ؟؟ نحن مسلمون عرب فلسطينيون، لا تكسرنا قنابلهم ولا تحطمنا دباباتهم، فحجارتنا تزرع الخوف في أعماقهم ، لأنه تخرج من أيدي تحمل الروح في يمناها والحجارة في يسراها ، لا تهاب الموت ، وإنما خلقت للجهاد والفداء ، لا تلجأ إلا إلى رب في السماء، تعلو أصواتهم بالتكبير والدعاء .
غزة نادت وقلت لبيك النداء، ولكن هل لبى العرب النداء؟ أقولها بعلو صوتي يا عرب يا مسلمين أغيثوا غزة، يا عرب يا مسلمين أبناؤنا وإخواننا يموتون جوعا ومرضا، ونحن نأكل ما نريد ، يا عرب يا مسلمين إخواننا وأبناؤنا تعلو أصواتهم بالتكابير وتملأ عيونهم دموع الحزن وآهات المأساة، ونحن هنا نائمين لا يهمنا سوى أننا نعيش فرحين، يا عرب يا مسلمين عودوا إلى دينكم عودوا إلى دستور محمد ، عودوا إلى المجد ، أين عقولكم ؟؟ أين أذهانكم ؟؟ أم أن الدم والقتل والعنف والإرهاب أصبح فيروس عادي كالرشح لابد أن يصاب به الإنسان، أين حقوق الإنسان ؟ أين هم مما يحدث ؟ أم هي شعارات ننطق بها فقط للإعلان ؟؟
غزة.. غين : بالأبطال والشهداء.. زين : زئير أهلك بالتكبير عال لا زوال.. تاء : تبا لليهود إلى يوم الحساب.
يا أهل غزة الكرام ، اصبروا فلا بد للقيد أن ينكسر ولا بد لليل أن ينجلي ، فقلوبكم وصمودكم دبابة تدمرهم وتخيفهم ، حجارة أطفالكم وزغاريد نساؤكم ودعوات شيوخكم ستحطم القيد وتفك الحصار ، فأنتم يا أحبتي وأهلي العظام ستوعدون بغيث يروي قلوبكم ويسقي الأعصاب ، لتسيل دمعة الفرح ويركع الجسد شكرا لله ، ويعلو اللسان بالتكبير بنصر فلسطين، وطني وعشقي وطن السلام والزيتون .
غزة تنادي وتصرخ وامعتصماه ..واعمراه ... واصبراه ..
غزة تنزف ألما ودما من الجراح ....
غزة انتظرينا سنعود حتى لو بعد حين....
غزة اصبري وقولي الله القدير سيفك الحصار .. سيفك الحصار ..
- كتابة وأداء ابن فلسطين