لا تأمن الموتَ في طَرْفٍ ولا نَفَسٍ ولو تمتعتَ بالحُجْابِ والحرسِ
واعلمْ بأن سهامَ الموتِ نافذةٌ في كل مدرَّرعٍ منا ومترسِ
ما بالُ دنياكَ ترضى أن تدنسهُ وثوبك الدهرَ مغسولٌ من الدنسِ؟
ولو أنا إِذا مِتْنا تركنا لكانَ الموتُ راحةَ كُلِّ حيِّ
ولكنا إِذا مِتْنا بُعِثْنا ونسألُ بعد ذا عن كُلِّ شيِّ
يا نفسُ توبي فإِن الموتَ قد حانا واعصِ الهوى فالهوى مازال فَتَّانا
في كل يوم لنا مَيْتٌ نشيعهُ ننسى بمصرعهِ آثارَ مَوْتانا
يا نفسُ مالي وللأموالِ أكنزُها خَلْفي وأخرجُ من دنيايَ عريانا
ما بالُنا نتعامى عن مَصارِعنا ننسى بغفلِتنا من ليس يَنْسانا
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها
والنفس تكلف بالدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها
فلا الإقامة تنجي النفس من تلف ولا الفرار من الأحداث ينجيها
وكل نفس لها زور يصبحها من المنية يوما أو يمسيها
مثل وقوفك يوم العرض عريانا مستوحشا قلق الأحشاء حيرانا
و النار تلهب من غيظ ومن حنق على العصاة ورب العرش غضبانا
إقرأ كتابك يا عبدي على مهل فهل ترى فيه حرفا غير ما كانا
لما قرأت و لم تنكر قراءته اقرار من عرف الأشياء عرفانا
نادى الجليل خذوه يا ملائكتي و أمضوا بعبد عصى للنار شيطانا
المشركون غدا في النار في لهب والمؤمنون بدار الخلد سكانا