موضوع: وحبوب سنبلةٍ ~] الثلاثاء يونيو 01, 2010 8:45 pm
[color=darkblue]
[center]
والفجر... وليالٍ عَشر... والشّفعِ والوَتر...
كانت تلك آيات ركعتي التهجّد وها هو صوتُ الفجر يُعلِن بداية يومٍ جديد فتَحَ باب بيته المتواضع، واستنشَقَ نسمات الفجر بعذوبة هوائه العليل تتجه عيناه صوبَ ذلك الحقل الصغير يمشي واثق الخُطى مطمئناً فهو يُؤمنُ بما سيُرزق به مع غروب شمس هذا اليوم يجدُّ الخُطى ويحمل على كتفه فأسه القديم بثيابه التقليدية التي ما زالتُ تربطهُ بتلك السّلالة العريقة من أهل الكفاح والنّضال من أهل الحياة وصَلَ وتأمّل ارتسمتْ على مُحيّاه تلك الابتسامة العريضة كيف لا وهو يرى بأمّ عينيه أمواجاً من السنابل تتمايل مع كلّ هبّةٍ لطيفة تتراقص على أنغام الحياة وكأنّها جسدٌ واحد روحٌ واحدة لها نبضٌ واحد يرعاها كلّ يومٍ بجهدٍ وكدّ وتعب بحبّات عرقٍ تنهمر من جبينه الأسمر يحميها بيديه اللتان خطّت الحياة معالمَ الجدّ فيهما بنور عينيه النرجسيّتين بقلبه الذي امتلأ إخلاصاً حتى فاضَ إلى مَن حولَه كيف لا وكلّ ذلك لم يكن إلا لغايةٍ سامية فهدفه واضحٌ وضوح الشمس قبل أيّامٍ كان قد ألقى الحبوب في تلك الأرض سقاها ورعاها ونمّاها وبرعاية الرحمن حماها ينتظر نموّ تلك السنابل يوماً بيوم وساعةً بساعة ولحظةً بلحظة هو هكذا الميلاد فَحُبوبُ سُنبلةٍ تَمُوتُ سَتَمْلأ الوادي سَنابِل وما إن تبدأ شمس الأصيل بنشر أشعتها الذهبية مُعلنةً الرحيل حتى تبدأ تلك السنابل المُكتنـِزة تتمايل مع نُسيمات الأصيل وكأنّها تودّع أباها الحنون وتراقبُ خطواته المُثقَلةِ بعد يومٍ آخر من أيام الحياة يعود إلى بيته الريفي الصغير يحمل في كفّه ثلاث سنابل يربّت عليها برفقٍ لأنّه يعلمُ أنّها ستكون عنواناً لجيلٍ قادمٍ من السنابل كيف لا وهي رمز العَطاء نظَرَ إلى الحقل نظرة الوداع اليومية اطمأنّ على بُنيّاته ثمّ عاد . . . لكن بانحناءة سُنبلةٍ مُكتنـِزة ــــ أهدي هذه الكلمات إلى أولئك المُخلِصين الذين ترنو أرواحهم نحو المعالي بتواضعهم الشامخ بوركتم
Uploaded with ImageShack.us
عاشق الحرية المدير العام///Administrator
عدد المساهمات : 1855نقاط : 95982483السٌّمعَة : 33تاريخ التسجيل : 20/04/2009العمر : 30المدينة : zarqa city